مقدمة
يشعر معظم الناس بالقلق في بعض الأحيان وهذا أمر طبيعي. لكن إذا كان هذا الشعور قوي جداً ويستمر لفترة طويلة أو يؤثر سلباً على حياتك، فهذا ليس طبيعياً ويعرف باسم القلق. يمكنك الحصول على مساعدة في هذه الحالة الحقيقية للغاية.
ما هو القلق
القلق هو ما نشعر به عندما نكون قلقين أو متوترين أو خائفين – خاصةً بشأن الأمور التي على وشك الحدوث أو التي نعتقد أنها يمكن أن تحدث في المستقبل. القلق هو استجابة بشرية طبيعية عندما ندرك أننا تحت التهديد. يمكن أن نتعرض له من خلال أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا الجسدية.
يشعر معظم الناس بالقلق في بعض الأحيان. من الشائع أن تعاني من بعض القلق تحديداً أثناء التعامل مع الأحداث أو التغييرات المجهدة، خاصةً إذا كان لها تأثير كبير على حياتك.
قد يكون من المفيد إدراك أن الأعراض الجسدية المرتبطة بالقلق لديك هي رد فعل جسمك كما ينبغي أن يكون لتهديد حقيقي. لن يكون هناك خطأ من حدوث ذلك في وضع خطير حقيقي.
يمكن أن يؤدي نقص الأكسجين في الدماغ إلى تكوين أفكار أو مشاعر غير مريحة بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، ويمكن أن تشمل هذه الأفكار عدم القدرة على التأقلم أو التفكير في أنك على وشك الإغماء أو فقدان الوعي أو على وشك قول شيء أحمق أو التفكير في الهروب والشعور بأنك عديم القيمة أو التفكير في أن ما تفعله سيكون خاطئاً.
هذه الأفكار غير مفيدة وقد تكون على دراية بذلك.
عندما يكون القلق مشكلة صحة عقلية
يمكن أن يصبح القلق مشكلة صحة عقلية إذا كان يؤثر على قدرتك على عيش حياتك بالكامل كما تريد. قد تكون هناك على سبيل المثال مشكلة بالنسبة لك إذا:
- كان شعورك بالقلق قوياً جداً أو استمر لفترة طويلة
- لم تتناسب مخاوفك أو قلقك مع الوضع
- تجنبت المواقف التي قد تجعلك تشعر بالقلق
- تشعر أن مخاوفك مسببة للتوتر أو من الصعب السيطرة عليها
- تعاني من أعراض القلق بانتظام التي قد تشمل نوبات الهلع
- تجد صعوبة في التعامل مع حياتك اليومية أو القيام بأشياء تستمتع بها.
قد يتم تشخيص إصابتك باضطراب قلق معين إذا كانت أعراضك تتناسب مع مجموعة معينة من المعايير الطبية. لكن من الممكن أيضاً أن تواجه مشكلات القلق دون وجود تشخيص محدد.
الشكل الأكثر شيوعاً للقلق هو اضطراب القلق العام (GAD) – هذا يعني وجود مخاوف منتظمة أو لا يمكن السيطرة عليها حول العديد من الأشياء المختلفة في حياتك اليومية. يمكن أن يكون هذا تشخيصاً واسعاً جداً نظراً لوجود الكثير من الأعراض المحتملة للقلق، مما يعني أن المشاكل التي تواجهها مع اضطراب القلق العام قد تكون مختلفة تماماً عن تجارب شخص آخر.
القلق هو العلامة المرضية الرئيسية للعديد من الحالات الأخرى مثل: اضطراب الهلع والرهاب واضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) واضطراب الوسواس القهري (OCD) والرهاب الاجتماعي
قد لا يكون لديك أو تريد تشخيص اضطراب قلق معين – ولكن قد يكون من المفيد معرفة المزيد عن هذه التشخيصات المختلفة لمساعدتك على التفكير في تجاربك الخاصة للقلق والتفكير في خيارات الدعم.
تتعلق المعلومات الواردة في هذا القسم بحالة معينة تسمى اضطراب القلق العام (GAD).
الأسباب
لا أحد يعرف بالضبط ما الذي يسبب مشاكل القلق، ولكن ربما هناك الكثير من العوامل المعنية. إنه من المحتمل أن مجموعة من عدة عوامل تزيد من احتمال حدوث القلق تشمل:
- عدم توازن المواد الكيميائية السيروتونين والنورادرينالين في الدماغ التي تشارك في التحكم وتنظيم المزاج
- تجارب الماضي أو الطفولة – تجارب مجهدة أو مؤلمة مثل الإساءة أو العنف
- وضع حياتك الحالي – مثل العاطلين عن العمل ووفاة أحد أفراد الأسرة
- مشاكل الصحة الجسدية والنفسية – مثل التهاب المفاصل
- العقاقير والأدوية
- علم الوراثة – تشير التقديرات إلى أنك أكثر عرضة للإصابة بالقلق بمقدار 5 مرات إذا كان لديك شخص قريب لديه هذه الحالة
الأعراض
شعور القلق مختلف بالنسبة للجميع. قد تواجه بعض الأشياء المدرجة أدناه أو قد لا تتعرض لها:
التأثيرات على عقلك
- الشعور بالقلق أو المخاوف
- الشعور بالتوتر أو العصبية أو عدم القدرة على الاسترخاء
- الشعور بالرهبة أو الخوف من الأسوأ
- ممكن أنت تشعر بأن العالم يتسارع أو يتباطأ
- الشعور بأن الآخرين يمكنهم رؤية أنك قلق وينظرون إليك
- الشعور بأنك لا تستطيع التوقف عن القلق، أو أن الأشياء السيئة ستحدث إذا توقفت عن القلق
- القلق بشأن القلق نفسه، على سبيل المثال القلق حول موعد حدوث نوبات الهلع
- الرغبة في الحصول على الكثير من الطمأنينة من أشخاص آخرين أو القلق من أن الأشخاص غاضبون أو منزعجون منك
- التذمر – التفكير كثيراً في التجارب السيئة أو التفكير في موقف ما مراراً وتكراراً
- تبدد الشخصية – الشعور بالانفصال عن عقلك أو جسدك، أو كأنك تشاهد شخصاً آخر (هذا نوع من الانفصال)
- انعدام الاستيعاب – الشعور بالانفصال عن العالم من حولك، أو أن العالم ليس حقيقياً (هذا نوع من الانفصال)
- القلق الشديد بشأن الأشياء التي قد تحدث في المستقبل
التأثيرات على جسمك
- مشاكل في النوم
- صعوبة في التركيز
- شعور مزعج في معدتك
- الشعور بالدوخة أو الدوار
- الشعور بعدم الراحة أو عدم القدرة على الجلوس
- الصداع أو آلام الظهر أو الآلام الأخرى
- تسرع بالتنفس
- ضربات قلب سريعة أو مضطربة أو غير منتظمة
- التعرق أو الهبات الساخنة
- صرير أسنان خاصةً في الليل
- الغثيان (الشعور بالمرض)
- الحاجة إلى استخدام المرحاض أكثر أو أقل من المعتاد
- التغييرات في دافعك الجنسي
- وجود نوبات هلع.
العلاج
هناك العديد من العلاجات المبنية على الأدلة التي تم العثور عليها للمساعدة في حالة القلق.
مساعدة ذاتية
قد يكون هذا هو الخيار الأول الذي يقدمه لك المعالج أو الطبيب. إنه من المهم:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- التوقف عن التدخين
- التقليل من كمية الكافيين التي تشربها
قد يمنحك طبيبك أو معالجك مصنفات أو برامج تعتمد على الحاسوب ويمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن دون الحاجة إلى تجربة خيارات أخرى.
أحد خيارات المساعدة الذاتية هو خدمات الرسائل النصية من نفسي التي تمنحك إرشادت ونصائح يومية تجعلك تشعر بتحسن. تستند هذه إلى مبادئ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) التي يتم تقديمها بتنسيق نصي، مصممة لمساعدتك على الشعور بتحسن. انقر هنا لمعرفة المزيد
علاجات بالكلام
ينبغي أن يقدم لك معالجك أو طبيبك علاجاً بالكلام، إذا لم يكن من المحتمل أن تساعد موارد المساعدة الذاتية في مشاكل القلق التي تواجهها، أو أنك جربتها بالفعل ولم تساعد. النوع الرئيسي من العلاج بالكلام الموصى به للقلق والذعر هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
يركز هذا على كيفية تأثير أفكارك ومعتقداتك وسلوكك على مشاعرك وسلوكك ويعلمك مهارات التأقلم للتعامل مع المشكلات المختلفة.
الأدوية
قد يقدم طبيبك لك وصفة دواء للمساعدة في معالجة بعض الأعراض. يجد بعض الأشخاص أنه من المفيد تجربة العلاجات بالكلام والأدوية في نفس الوقت، ولكن لا ينبغي أن يكون الدواء هو الشيء الوحيد الذي يتم تقديمه لك.
تتضمن بعض الخيارات:
مضادات الاكتئاب
عادة ما يكون هذا النوع يسمى مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية (SSRI)، ولكن هذه العقاقير المخدرة يمكن أن تسبب أحياناً آثاراً جانبية مثل مشاكل النوم أو الشعور بالقلق أكثر من السابق. قد يُعرض عليك نوع مختلف يسمى مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، إذا لم تعمل مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية أو لم تكن مناسبة. (انظر مقال عن مضادات الاكتئاب لمزيد من المعلومات)
بريغابالين
قد يقدم لك طبيبك بريغابالين، إذا لم تكن مضادات الاكتئاب مناسبة لك.
يستخدم هذا عادةً لعلاج حالات مثل الصرع، ولكن وُجد أيضاً أنه مفيد في علاج القلق.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للبريغابالين ما يلي:
- نعاس
- دوار
- زيادة الشهية وزيادة الوزن
- رؤية غير واضحة
- صداع
- جفاف الفم
- دوخة
بريغابالين أقل احتمالاً بأن يتسبب بالغثيان أو انخفاض الدافع الجنسي من مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية أو مثبطات إعادة التقاط السيروتونين والنورادرينالين.
حاصرات بيتا
تستخدم حاصرات بيتا في بعض الأحيان لعلاج الأعراض الجسدية للقلق، مثل تسرع بالقلب والخفقان والرعاش (رجفان الجسم). هي ليست عقاقير نفسية مع ذلك، لذا فهي لا تقلل من أي أعراض نفسية. قد تكون مفيدة في حالات معينة، مثل ما إذا كان عليك مواجهة الرهاب
بنزوديازيبين
قد يتم تقديم مهدئ البنزوديازيبين، إذا كنت تعاني من القلق الشديد الذي له تأثير كبير على حياتك اليومية.
هذه الأدوية تسبب الإدمان ولا يجب استخدامها بانتظام أو لفترة طويلة.
لكن هذه العقاقير يمكن أن تسبب آثاراً جانبية غير سارة:
- نعاس
- صعوبة في التركيز
- صداع
- دوخة
- رجفان أو رعاش لا يمكن السيطرة عليه في جزء من الجسم (رعاش)
- انخفاض الدافع الجنسي
ماذا لو لم أشعر بتحسن؟
تختلف فعالية الأشياء المختلفة لدى الأشخاص المختلفين، لذلك إذا لم ينجح دواء معين أو العلاج بالكلام، يجب أن يقدم طبيبك بديلاً.
من المهم أن تتذكر أن التعافي رحلة، ولن تكون دائماً بسيطة. قد تجد أنه من المفيد التركيز على تعلم المزيد عن نفسك وتطوير طرق للتعامل، بدلاً من محاولة التخلص من كل أعراض القلق لديك.
قد ترغب في مناقشة طبيبك ما إذا كان يجب إحالتك إلى طبيب نفسي، إذا كنت قد جربت العلاجات المذكورة أعلاه ولديك أعراض كبيرة من اضطراب القلق العام.
هل تحتاج مزيداً من المساعدة؟
نعلم أن العديد منكم قد يعاني مستويات عالية من الإجهاد والقلق خلال هذا الوقت.
يتوفر فريق خبرائنا الذي مقره المملكة المتحدة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة،
أرسل رسالة نصية تحوي الرقم “1” على الرمز القصير 3190 للتسجيل في هذه الخدمة
